محمد رسول الله

أن الذكرى تنفع آلمؤمنين

فآروق جويده ْ~














لو أننا يوما نسجنا عشنا
عبر الأثير على ربى الأزهار
لو أننا يوما جعلنا عمرنا
بين الظلال كروضة الأشعار
لو أننا عدنا إلى أحلامنا
سكرى نناجيها مع الأطيار
لو أننا صرنا خمائل أسدلت
أهدابها فوق الغدير الجاري
لو أننا طفلان في أحزاننا
ننسى الحياة على صدى مزمار
لو أن حبك عاش يسكر من دمي
ويصول كيف يشاء في أفكاري
لو أن قلبك ظل مرفأ عمرنا
نلقي عليه متاعب الأسفار
لو أننا عند المساء سحابة
ترنو إلى همس الهلال الساري
لو أننا لحن على أنغامه
نام الزمان وتاه في الأسرار
لو أننا.. لو أننا.. لو أننا..
ما أسهل الشكوى من الأقدار..
ما أسهل الشكوى من الأقدار..











لو اننا لم نفترق
لبقيت بيت يديك طفلا عابثا
وتركت عمري في لهيبك يحترق

لو اننا لم نفترق لبقيت نجما فى سمائكِ ساريا 
  وتركت عمرى فى لهيبك يحترق 
لو اننى سافرت فى قمم السحاب 
وعدت نهرا فى ربوعك ينطلق 
لكنها الاحلام تنثرنا فى المدى 
وتظل سرا فى الجوانح يختنق 

  ....لو اننا لم نفترق 
  كانت خطانا فى ذهول تبتعد
وتشدنا اشواقنا فنعود نمسك بالطريق المرتعد 
تلقى بنا اللحظات فى صخب الزحام 
كأننا جسد تناثر فى جسد جسدان فى جسد
نسير وحولنا كانت وجوة الناس تجرى كالرياح فلا نرى منهم احد 
ما زلت اذكر عندما جاء الرحيل 
وصاح فى عينى الارق 
وتعثرت انفاسنا بين الضلوع 
  وعاد يشطرنا القلق 
  ورأيت عمرى فى يديك رياح صيف عابث 
ورماد احلام وشى من ورق 
  هذا انا عمرى ورق حلمى 
ورق طفل صغير فى جحيم الموج حاصره الغرق 
  ضوء طريد فى عيون الافق يطويه الشفق 
نجم اضاء الكون يوما واحترق
لاتسالى العين الحزينة كيف ادمتها المقل 
لا تسألى النجم البعيد بأي سر قد افل 
مهما توارى الحلم فى عينى وارقنى الاجل
مازلت ألمح فى رماد العمر شيئا من امل 
فغدا ستنبت فى جبين الافق نجمات جديدة 
  وغدا ستورق فى ليالى الحزن أيام سعيدة 
وغدا اراك على المدى شمسا تضىء ظلام ايامى 
وان كانت بعيدة

لو اننا لم نفترق 
  لحَملتك في ضجر الشوارع فرحتي
والخوف يلقيني على الطرقات
  تتمايل الأحلام بين عيوننا 
  وتغيب في صمت اللقاء نبضاتي 
  والليل سكير يعانق كأسه 
ويطوف منتشيا على الحانات 
والضوء يسكب في العيون بريقه 
ويهيم في خجل على الشرفات 
كنا نصلى في الطريق وحولنا يتندر الكهان بالضحكات 
كنا نعانق في الظلام دموعنا 
والدرب منفطر من العبرات 
وتوقف الزمن المسافر في دمى 
وتعثرت في لوعة خطواتي 
والوقت يرتعد والدقائق تختفي 
فنطارد اللحظات باللحظات
ما كنت اعرف والرحيل يشدنا 
  إني أودع مهجتي وحياتي 
ما كان خوفي من وداع قد مضى 
بل كان خوفي من فراق أتى 
لم يكن شيء منذ كان وداعنا 
  غير الجراح تئن في كلماتي
لو أننا لم نفترق
لبقيت في زمن الخطيئة توبتي 
لو 
لو 
لو
فاروق جويده
وتسافرين

و أظل وحدي أخنق الأشواق

في صدري فينقذها الحنين..

و هناك آلاف من الأميال تفصل بيننا

و هناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا

ثم انتهى.. ما بيننا

و بقيت وحدي

أجمع الذكرى خيوطا واهية

و رأيت أيامي تضيع

و لست أعرف ما هيه

و تركت يا دنياي جرحا لن تداويه السنين

فطويت بالأعماق قلبا كان ينبض.. بالحنين

* * *

لو كنت أعلم أنني

سأذوب شوقا.. و ألما

لو كنت أعلم أنني

سأصير شيئا من عدم

لبقيت وحدي

أنشد الأشعار في دنيا.. بعيدة

و جعلت بيتك واحة

أرتاح فيها.. كل عام

و أتيت بيتك زائرا

كالناس يكفيني السلام..

* * *

ما كنت أدرك أنني

سأصير روحا حائرة

في القلب أحزان..

و في جسمي جراح غائرة

و تسافرين..

لا شيء بعدك يملأ القلب الحزين

لا حب بعدك. لا اشتياقا لا حنين..

فلقد غدوت اليوم عبدا للسنين

تنساب أيامي و تنزف كالدماء

و تضيع شيئا.. بعد شيء كالضياء..

و هناك في قلبي بقايا من وفاء

و تسافرين

و أنت كل الناس عندي و الرجاء..

قولي لمن سيجيء بعدي

هكذا كان القضاء

قدر أراد لنا اللقاء

ثم انتهى ما بيننا

و بقيت وحدي للشقاء
 
 
 في عينيك عنواني
وقــــــالت


سوف تنساني


وتنسى أنني يوماً


وهبتُك نبض وجداني


وتعشق موجةً أخرى


وتهجر دفأَ شطآني


وتجلس مثلما كنا


لتسمعَ بعض ألحاني


ولا تعنيك أحزاني


ويسقط كالمُنى اسمي


وسوف يتوه عنواني


ترى .. ستقول ياعمري


بأنك كنتَ تهواني...؟!


فـــقـــلــــتُ: هواك إيماني


ومغفرتي .. وعصياني


أتيتكِ والمُنى عندي


بقايا بين أحضاني


ربيع ماتَ طائرهُ


على أنقاض بستانِ


رياح الحزن تعصرني


وتسخر بين وجداني


أحبكِ واحــةً هدأت


عليها كلُ أحزاني


أحبكِ نسمةً تروي


لصمت الناس .. ألحاني


أحبكِ نشوةً تسري


وتشعل نــار بركاني


أحبكِ أنتِ يا أملاً


كضوء الصبح يقاني


أمات الحبُ عشاقاُ


وحبكِ أنتِ أحياني


ولو خيرت في وطنٍ


لقلت هواك أوطاني


ولو أنساك ياعمري


حنايا القلب تنساني


إذا ماضعت في درب
ففي عينيك عنواني 














لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان






أنفاسنا في الأفق حائرة..
تفتش عن مكان
جثث السنين تنام بين ضلوعنا
فأشم رائحة
لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان
فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان
لكن شيئا قد تكسر بيننا
لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
* * *
عيناك هاربتان من ثأر قديم
في الوجه سرداب عميق..
وتلال أحلام وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق..
عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
ولا يدري الكلام
وعلى شواطئها بقايا من حطام
فالحلم سافر من سنين
والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود
وشواطئ الزمان قد سئمت كهوف الإنتظار
الشاطئ المسكين يشعر بالدوار..
* * *
لا تسأليني..
كيف ضاع الحب منا في الطريق؟
يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء
قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق..
فالحب أمواج.. وشطآن وأعشاب..
ورائحة تفوح من الغريق
* * *
العطر عطرك والمكان هو المكان
واللحن نفس اللحن
أسكرنا وعربد في جوانحنا
فذابت مهجتان
لكن شيئا من رحيق الأمس ضاع
حلم تراجع..! توبة فسدت! ضمير مات!
ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع
الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع
نحيا الوداع ولم نكن
يوما نفكر في الوداع
* * *
ماذا يفيد
إذا قضينا العمر أصناما
يحاصرنا مكان
لم لا نقول أمام كل الناس ضل الراهبان؟
لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا.. العاشقان؟
فالعطر عطرك والمكان هو المكان
لكنني..
ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان
شيء تكسر بيننا..
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان..
فاروق جويده






شيء سيبقى بيننا

أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كنت
سنين العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليك لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاء قاتم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحباب
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليك تحملني
رياح الشك.. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك
أم أمضي مع الأحزان
وهل في الناس من يعطي
بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
* * *
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
غدا نمضي كما جئنا..
وقد ننسى بريق الضوء والألوان
وقد ننسى امتهان السجن والسجان..
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان
زمان القهر علمنا
بأن الحب سلطان بلا أوطان..
وأن ممالك العشاق أطلال
وأضرحة من الحرمان
وأن بحارنا صارت بلا شطآن..
وليس الآن يعنينا..
إذا ما طالت الأيام
أم جنحت مع الطوفان..
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا..
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس.. في الميزان
فاروق جويده 



وسط الزحام



و تشدنا الأيام في وسط الزحام
فنتوه بين الناس بالأمل الغريق
و نسير نحمل جرحنا الدامي العميق...
و نظل نبحث في الزحام عن العهود الراحلة
كالطير تبحث في الشتاء عن الصغار
الليل.. و الألم الجريء و لوعة الشكوى
و طول الانتظار
* * *
و أراك في وسط الزحام
طيفا بعيدا كالضياء
و يطير قلبي من ضلوعي في النداء
عودي إلي
إني افتقدت الحب بعدك و الصديق
لا تتركيني في ضباب العمر
وحدي كالغريق..
أمسكت بالمنديل في وسط الزحام
عودي إلي..
و سمعت صوتك من بعيد يعتذر:
لا تنتظر
كم كنت أحلم أن أعود إليك
أن أقتل الأحزان بين يديك
لكنني لا أستطيع
شبح الزحام يشدني
و رأيت قلبي في الحنايا.. يحترق
بيني و بينك خطوتان و نفترق !
* * *
قد نلتقي يوما هنا رغم الزحام
و نعود نحمل من عيوني الفجر
خيطا.. من ضياء
و نعيش نحلم.. باللقاء
في كل يوم تلتقي روحانا
ستظل في دنيا الهوى ذكرانا
لو قال كل الناس شعرا
لن يكون.. كشعرنا
لو ذاب كل الناس حبا
لن يحبوا.. مثلنا
* * *
و رأيت تيار الزحام
يشدني مثل العباب
و وجدت طيفك من بعيد
يختفي بين الضباب
فرفعت منديلي ألوح في الفضاء
إلى اللقاء حبيبتي و إلى اللقاء!

 فاروق جويده







!









لو ترجعين


ما عدت أ عرف أين أنتِ الآن يا قدرى
وفى أى الحدائق تزهرين
فى أى ركن فى فضاء الكون صرت تحلقين
فى أى لؤلؤة سكنت بأى بحرٍ تسبحين
فى أرضٍ بين أحداق الجداول تنبتين

أى الضلوع قد إحتوتك وأى قلبُُ بعد قلبى تسكنين

مازلت أنظر فى عيون الشمس علك فى ضياها تشرقين
وأطل للبدر الحزين لعلنى ألقاكِ بين السحب يوماً تعبرين
ليلُ من الشك الطويل أحاطنى
حتى أطل الفجر فى عينيكِ نهراً من يقين
أهفو إلى عينيكِ ساعاتٍ فيبدو فيهما
قيد وعاصفةً وعصفورٍ سجين
أنا لم أزل فوق الشواطىء أرقب الأمواج أحياناً
يراودنى حنين العاشقين
فى موكب الأحلام ألمح ما تبقى من رماد عهودنا
فأراكِ فى أشلائها تترنحين لم يبقَ منكِ سوى إرتعاشة لحظةِ
ذابت على وجه السنين
لم يبقَ من صمت الحقائب والكؤوس الفارغات سوى الأنين
لم يبقىَ من ضوء النوافذ غير أطياف
تعانق لهفتى وتعيد ذكرى الراحلين
مازالت أسأل ما الذى جعل الفراشة
تشعل النيران فى الغصن الوديع المستكين
مازلت أسأل ما الذى جعل الطيور تفر من أوكارها وسط الظلام
وترتمى فى الطين

ما عدت أعرف أين أنتِ الآن يا قدرى
إلى أى المدائن ترحلين إنىِ أراكِ على جبين الموج
فى صخب النوارس تلعبين
وأرى على الأفق البعيد جناحك المنقوش من عمرى
يحلق فوق أشرعة الحنين
وأراكِ فى صمت الخريف شجيرةً خضراء
فى صحراء عمرى تكبرين
ويظل شعرى فى عيون الناس أحداقاً وفى جنبى سراُ لا يبين
لم يبقَ من صوت النوارس
غير أصداء تبعثرها الرياح فتنزوى أسفاً عل الماضى الحزن
أنا لم أزل بين النوارس أرقب الليل الطويل
وأشتهى ضوء السفين
مازلت أنتظر النوارس كلما عادت مواكبها
وراحت تنثر الأفراح فوق العائدين

ما عدت أ عرف أين أنتِ الآن يا قدرى
وفى أى الأماكن تسهرين
العام يهرب من يدى مازال يجرى فى الشوارع
فى زحام الناس منكسر الجبين
طفل على الطرقات مغسولٍ بلون الحب فى زمن ضنين
قد ظل يسأل عنكِ كل دقيقة
عند الوداع وأنتِ لا تدرين
بالأمس خبأنى قليلاً فى يديه وقال فى صوت حزين

لو ترجعين
لو ترجعين
لو ترجعين

لو ترجعين حبيبتى لو ترجعين





 }
~ْ{هناك الكثير 
حلم القمر ~ْ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق